تضارب الأقوال حول مقتل سجين طره.. بيان أطباء التحرير يبرئ السجن من التعذيب ويؤكد: الوفاة لتعاطيه مواد مخدرة.. ومالك مصطفى: طبيب التحرير أظهر هوية "ضابط جيش" لدخول المشرحة ولم يحضر عملية التشريح كاملة
فى تطور جديد فى قضية مقتل عصام عطا سجين طره الذى لقى مصرعه أمس الخميس والتى تضاربت الروايات حول حقيقة وفاته، حيث كشفت جمعية أطباء التحرير فى بيان لها صباح اليوم عن مفاجأة فى تقرير التشريح للمرحوم عصام عطا والذى تردد أنه لقى حتفه جراء تعذيب ضباط السجن له أن عصام طه لم يتعرض لأى تعذيب ولا توجد أى أثار كدمات على الجسم، وأن الوفاة نتيجة لتعاطى مواد مخدرة، وذلك بعد استخراج لفافة من الحشيش من أمعائه، وقد حضر اثنان من أعضاء جمعية أطباء التحرير هم الدكتور محمد ماجد صمدى عضو الجمعية، بمرافقة الدكتور أحمد صيام من شباب أطباء الثورة عملية تشريح المرحوم عصام عطا، وذلك بعد أن تلقت إدارة جمعية أطباء التحرير طلبًا من بعض الناشطين نقلاً عن أهل المرحوم عصام عطا برغبتهم فى حضور ممثلين عن الجمعية التشريح كمراقبين، وللتأكد من جدية التشريح ومدى مصداقيته، فى حين شككت الدكتورة عايدة سيف الدولة عضو مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسى لضحايا العنف والتعذيب والناشط الحقوقى مالك مصطفى بمركز هشام مبارك فى صحة التقارير.
ومن جانبها أصدرت جمعية أطباء التحرير بيان جاء فيه أن وفدا من أطباء التحرير مكون من الدكتور محمد ماجد صمدى عضو الجمعية، بمرافقة الدكتور أحمد صيام من شباب أطباء الثورة، تمكنوا من حضور عملية التشريح بعد موافقة الأطباء الشرعيين المسئولين عن التشريح. وأوضح البيان أنه فى عصر الجمعة 28 أكتوبر 2011 تم التشريح داخل مشرحة زينهم بواسطة 3 أطباء شرعيين وبحرفية عالية وبدقة شديدة، مع حرصهم الواضح على التعاون مع وفد الجمعية.
كما حضر الجزء الأخير من عملية التشريح خال المتوفى نيابة عن أهله، وتم إعداد التقرير الذى تضمن الأتى:
أ. بالكشف الظاهرى على الجثه تبين:
- عدم وجود أى إصابات ظاهرية بإستثناء كدمة سطحية صغيرة فى الجانب الأيمن من الصدر بقطر حوالى 1سم.
- لا توجد أى أثار لكدمات أو لخدوش حول الفم أو فتحة الشرج.
ب. وبتشريح الجثة تبينت الحقائق التالية:
- عدم وجود أى نوع من أنواع كسور الجمجمة أو نزيف بالمخ.
- لا توجد أى نوع من الإصابات الداخلية بالوجه أو الرقبة أو الحلق أو الصدر.
- بدتا الرئتان سليمتين، باستثناء بعض آثار التدخين القديمة.
ج. بتشريح الجهاز الهضمى تبينت الحقائق التالية:
- خلو المعدة والأمعاء والقولون والمستقيم من أى نوع من أنواع الإصابات على الجدر الخارجية لهذه الاعضاء قبل فتحها تشريحيا.
- بفتح هذه الأعضاء تبين وجود آثار طعام مهضوم داخل المعدة، وفضلات متماسكة داخل القولون بدون أية آثار لمياه أو سوائل بكمية غير معتادة أو غير طبيعية داخل الجهاز الهضمى.
د. بتشريح المعدة تبينت الحقائق التالية:
- وجود احتقان شديد بالجدار الداخلى للمعدة بقطر حوالى 10 سم.
- تبين وجود جسم غريب عبارة عن إصبعين منفصلين من قفازات طبية – جوانتى تست – من مادة اللاتكس المطاطة ومركبين بحيث يحتوى أحدهما الآخر فيما يشبه شكل الكبسولة، وعرض هذا الجسم 2 سم وطوله 5 سم. يوجد مزق صغير فى هذا الجسم الكبسولى يخرج منه مادة حمراء اللون.
هـ. بفتح هذا الجسم الكبسولى تبين وجود ما يلى داخله:
1- مادة بنية اللون تشبه فى هيئتها مخدر الحشيش بطول حوالى 3 سم وعرض نصف سم.
2- أقراص حمراء اللون فى حالة شبه سائلة، أمكن تحديد هيئة عدد يقارب من ستة إلى تسعة أقراص.
تم تحريز هذا الجسم الكبسولى والمكونات التى بداخله لتحليله بمعرفة الطب الشرعى. و تم أخذ عينات من الطحال والكبد والكليتين للفحص المعملى لعمل الاختبارات اللازمة عليها.
وأوضح بيان أطباء التحرير أن الفريق أعد التقرير للرأى العام المصرى، وما أملاه علينا ضميرنا المهنى والطبى، وقيامًا منا بالواجب والأمانة التى ألقيت على عاتقنا من قبل المجتمع ومن نشطاء الثورة ومن أهل المتوفى، قررنا ووثقنا ما رأيناه بدقة شديدة، وأمانة علمية كاملة، ودون أى اعتبار لأى مؤثرات أخرى.
وعلى الجانب الآخر نشر الدكتور أحمد صيام، أحد أطباء التحرير الذى كان حاضرا عملية التشريح من بدايتها شهادته على مدونته على الإنترنت بادئا شهادته بالآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) صدق الله العظيم. ومؤكدا أنه طبيب خريج دفعة 2004 من كلية طب عين شمس ولا ينتمى لتنظيم ولا أيدلوجية لأى فصيل سياسى حالى، ولا تربطه أى صلة مباشرة بأى طرف فى القضية من مدعى أو مدعى عليه أو جهة تحقيق، وأنها شهادة لله من ثائر أمنية حياته أن يرى كل أذناب مبارك بما فيهم المجلس العسكرى وأجهزة القمع الشرطية، معلقين فى الميادين بعد استخلاص حق الشعب منهم.
وأكد صيام أن المتوفى لم يتعرض لأى نوع من العنف الجسدى على الأقل فى فترة الأسبوعين الماضيين. والجسم الغريب هو حبوب أدوية والجسم البنى هو مطابق تماما لأوصاف الحشيش وتكوينه. وسبب النزيف من الفم هو قرحة حادة بالمعدة من تأثير تسرب المواد الموجودة داخل الغلاف المصنوع من إصبع قفاز جراحى، أو نشاط قرحة قديمة لنفس السبب، مع استبعاد الحتمال الثانى لعدم وجود آثار قرحة مزمنة من ندوب وانكماشات. وأنه لم يتم استخدام أى خراطيم لدفع المياة من الفم أو الشرج لعدم وجود آثار عنف ولوجود المحتويات الطبيعية للمعدة والبراز الصلب بالأمعاء، مضيفا أنه اتهم من تعامل مع حالة المريض قبل الوفاة طبياً بالتقصير المهنى لعدم تشخيص وجود الجسم الغريب مع النزيف بالمعدة، وكذا عدم إجراء غسيل معوى.
وأشار صيام إلى أنه يوم الجمعة الموافق 28 اكتوبر 2011 وفى تمام الثالثة عصراً تواجدت أمام مشرحة زينهم تضامناً مع أسرة الشاب عصام على عطا الذى خرجت من بيتى فى محافظة الشرقية للمساهمة فى احقاق حقه و كشف الجانى عليه بعد أن رأيت صور جثمانه تسيل منه الماء والسائل الرغوى وربط فكه إلى رأسه بما يدل على استخدام العنف الجسدى معه، فقد كنت لأكون مكانه فى عهد حكم عسكرى لا قضاء فيه ولا حرية معلوماتية ولا حتى محاولة لحفظ ماء وجه صاحب السلطة بتبرير افعاله أو تغطيتها، فأصبح خطف الناشطين ومحاكمتهم عسكرياً ممارسة لا تحتاج إلى اعتذار أو حتى تعليق. وقد حضر التشريح معى الدكتور محمد ماجد صمدى.
وأضاف: أن شقيق المتوفى امتنع عن الدخول لرهبته من الموقف وعليه دخلت مع صديقى د.صمدى إلى داخل غرفة التشريح للمعاينة، وقابلنا بعد البوابة طاقم الأطباء الشرعيين برئاسة طبيبة ويعاونها طبيبان وثلاثة عمال، وتم الاتفاق على المعاينة قبل وبعد التشريح ولن نتمكن من حضور عملية التشريح نفسها. ولكننا حضرنا أولى خطوات عملية التشريح، حيث تم نقل الجثمان على طاولة أخرى مجاورة وطلبنا فحص الفم والشرج لتبين أى آثار عنف، حيث تبين وجود أثر لجسم صلب غير حاد وغير منتظم على الناحية اليمنى للصدر بمساحة لا تتجاوز الميليمترين عرضاً وسنتيمتر واحد عرضاً، ولا يوجد حولها أى تورم أو تجمع دموى، وبالتشريح الداخلى لاحقاً لم يوجد أى تجمعات دموية فى الأنسجة الأعمق ولا إصابة ظاهرة بالضلع الواقع أسفلها.
وأوضح صيام أن طاقم التشريح شعر بالخطر من القرع على باب المشرحة المعدنى ولوحوا بعدم إتمام عملية التشريح إذا لم يتوقف ذلك، ووعدتهم بمحاولة احتواء غضب المتظاهرين بالخارج بالتحدث إليهم من خلال نفس الشباك الجانى دون العبور من بوابة المشرحة، وقمت بدور طمأنة طاقم التشريح وإقناعه بالعمل وكذا تهدئة المنتظرين بالخارج ونقل مطالب دخول الأهل إلى غرفة التشريح إلى رئيسة الطاقم، وعليه غادرت غرفة التشريح ثلاث مرات لمدد لا تتجاوز الخمس دقائق مرة عند نشر عظام الجمجمة وعدت قبل فتحها، وأخرى عند عمل الشق الخارجى بالجلد ونشر عظمة القص وعدت قبل فتح تجويف الصدر والبطن، والأخيرة بعد إتمام عملية التشريح وأخذ العينات لطلب دخول ممثل لأهل المريض، مشيرا إلى أن الدكتورة عايدة سيف من مركز النديم لحقوق الإنسان كانت قد طلبت الدخول من أول التشريح ورئيسة الطاقم رفضت حضورها مبررة ذلك بكفاية وجودى كشاهد. وكنت قد طلبتهم ليكونوا شهوداً معى على ما رأيت حتى لا يطعن فى صحة أقوالى وكضمانة لى من الأذى من أى من المدعين أو المدعين عليهم لشيوع المعلومة، وبالفعل دخل بعد تمام التشريح كل من الدكتورة عايدة ووالد المتوفى وثلاثة أشخاص آخرين عرفوا أنفسهم على أنهم خالية ومحامية. واطلع على الجثمان بعد تشريحه وعلى العينات المستخرجة منه كل من الدكتورة عايدة وناصر الذى قدم نفسه على أنه خاله ويعمل رئيس تمريض، لافتا أن الدكتورة عايدة كانت شديدة العصبية منذ دخولها وتشاجرت لفظياً مع أحد الأطباء الشرعيين وأبدت استياءها من إمكانيات المشرحة وسخريتها اللفظية والجسدية من رئيسة الطاقم والتشكيك فى حياديتها، وهو ما قوبل بهدوء أعصاب وكياسة من رئيسة الطاقم وظلت تجيب على أسئلة الدكتورة عايدة حتى انصرفت الأخيرة من تلقاء نفسها بدون استكمال الاطلاع على كل العينات، وقمت مع طاقم التشريح بتمكين أ.ناصر من مشاهدة وتفحص باقى العينات ظاهريا بما فيها الجسم الغريب الموجود بالمعدة، وبدا رابط الجأش ولم يعترض أو يستنكر أى من الإجراءات أو حتى وجود الجسم الغريب.
وأكد صيام أنه لا توجد ظاهريا أى آثار لاستخدام العنف أو جروح بما فى ذلك فتحات الأنف والشرج والأعضاء التناسلية الخارجية. ولم يوجد أى تجمعات دموية أو احتقان أو احتشاء ظاهرى فى عظام الجمجمة وأنسجة المخ، مضيفا أن فحص الأسنان وأنسجة سقف الحلق واللسان واللهاة ولسان المزمار والحنجرة وتجويفاتها والعظم الأمى "hyoid bone" والقصبة الهوائية والمرىء حتى بداية تجويف المعدة، يثبت عدم وجود أى آثار عنف قبل أو بعد الوفاة.
وتابع صيام لا توجد أى علامات إصابة ظاهرة بالرئتين بعد الفحص سواء فى شكل احتشاء أو كدمات أو تهتكات، كما لم يخرج منها بعد الضغط عليها كميات غير متوقعة فى الوضع الطبيعى من السوائل، على أن لون نسيج الرئة كان مائلا إلى السواد حال جميع المدخنين لفترات طويلة. ولا يوجد أى تجمعات دموية فى العضلات حول العمود الفقرى من الداخل أو ملاحظة انفصال غير طبيعى بين الفقرات أثناء تحريك الجثمان خلال عملية التشريح، أو خروج دماء من الفتحة السفلية العظمى للجمجمة. ولم يوجد فى تجويف البطن أى سوائل زائدة أو محتويات تشبه الطعام أو السائل المعوى أو البراز قبل فتح تلك الأعضاء، كما لم يظهر بالكشف الظاهرى أى ثقوب أو احتشاءات أو تهتكات فى جدر تلك الأعضاء أو فى الأربطة المثبتة لها.
وكشف صيام عن العثور على جسم غريب فى المعدة عند فتحها أثناء التشريح عبارة عن جسم اسطوانى غير منتظم بطول سبعة سنتيمترات وقطر سنتيمترين تقريباً وتظهر حبوب كحبوب الأدوية، مشيرا إلى أن ناصر خال المتوفى لوجود ذلك الجسم الغريب ولم يعترض أو حتى يفاجأ وطلب سرعة حفظ العينات وتخييط الجثمان لدفنه بمعرفة الأسرة، وعلى حد علمى تم استخراج تصريح دفن وشهادة وفاة من قبل مكتب الصحة واستلم الأهل الجثمان فعلاً وصلوا عليه الجنازة بمسجد عمر مكرم.
وأضاف صيام أن طاقم الأطباء الشرعيين كانوا متعاونين مع أهل المتوفى ومع كل طلباتى اللحوحة لإعادة بعض الفحوصات الظاهرية أكثر من مرة ولم يحاولوا أبداً إعاقتى أو حتى محاولة تشتيت انتباهى أو إبعادى بأى صورة كانت، وأستبعد وجود أى شبهة أو نية للتدليس من قبلهم فيما تم بحضورى، بل على العكس كانوا فى منتهى التواضع فى الاستجابة لطلباتى وأشعرونى كأنى مفتشا رسميا على عملهم يعملون على إرضاء جميع طلباته وتساؤلاته بأدب جم وإحساس بالمسئولية وتقدير للموقف.
وأشار صيام إلى أن الدكتورة عايدة، أستاذة الطب النفسى بطب عين شمس ومندوبة مركز النديم لحقوق الإنسان، كانت تصطنع المشاكل وتتعمد التشكيك غير المسبب أو المنطقى لكل من كان موجوداً بما فيهم أنا شخصياً وسخريتها من رئيسة طاقم التشريح لفظياً وجسدياً، مع عدم اهتمامها برؤية التفاصيل الفنية الموجودة أمامها بالجثمان.
ومن جانبه أكد الناشط الحقوقى مالك مصطفى بمركز هشام مبارك أنه أتصل بالدكتورة أمانى من أطباء التحرير، نظرا لمعرفته السابقة بها، ودورها العظيم فى حادث شهداء ماسبيرو، ولكنها أخبرتنى أن كل الأطباء موجودون فى قافلة طبية فى المحلة، مشيرا إلى أنها بعثت الدكتور محمد ماجد والدكتور أحمد صيام لحضور عملية التشريح، مضيفا أن حارس المشرحة كان رافض دخول أى من الأطباء إلا أن الدكتور صيام أظهر كارنية على أنه ظابط جيش سابق كمحاولة لدخول المشرحة، مما دفع الحارس لإدخاله على الفور، وأوضح مالك أن الدكتور صيام لم يكون حاضرا طوال فترة التشريح، وأنه كان رافضا دخول الدكتورة عايدة سيف الدولة لغرفة التشريح، وكشف مالك أن خال عصام لم يكن حاضرا التشريح من بدايته، وأنه دخل غرفة التشريح فى النهاية مع دخول الدكتورة عايدة، مشيرا إلى تواجد ظابط شرطة فى المشرحة وهذا ما يتنافى مع القانون.
ومن جانبها كشفت الدكتورة عايدة سيف الدولة عضو مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسى لضحايا العنف والتعذيب، وأن مصلحة الطب الشرعى لم تتعاون على القدر الكافى فى قضية القتيل، قائلة: "ما أعلمه أيضا أن مصلحة الطب الشرعى لم تكن متعاونة، ولم تكن مجهزة، وأنها تعاملت مع أهل عصام بأسلوب أقرب إلى أمن الدولة منه إلى الأطباء"، موضحة أن اللفافة التى قيل له أنها أخرجت من معدة عصام، اللفافة التى يريدون أن يقنعونا أنها تسببت فى قتله، لم تخرج من معدة تفرز عصارات معدية حمضية، بل كانت لفافة أقرب ما يمكن أن نصفها به أنها لفافة نظيفة إلا من بضعة قطرات دم، كتلك التى قد تنتج عن شكة دبوس".
وأضافت عايدة:" ما أعلمه أيضا أنه لا عزاء فى عصام على إلى أن تأخذ العدالة مجراها، وأكاد أوقن أنها لن تأخذ مجراها بدون تطهير كل ما قامت الثورة لتطهيره"، مشيرة إلى أنها لم تحضر تشريح جثة عصام على بل رأيته بعد انتهاء التشريح.
تفاصيل من داخل المشرحة، قالت سيف الدولة:" هذا المكان الذى دخلت إليه لا يمكن أن يمت إلى الطب بصلة، حجرة بها سريران ألومونيوم، دماء على الأرض وعلى السريرين.
المرحوم عصام مفتوح صدره وبطنه مكشوف تماما باستثناء ورقة كلينكس صغيرة موضوعة فوق عورته، مخه على رف جانب السرير المعدنى، وأعضاء أخرى لم أتبينها، بدون فورمالين، بدون تلاجه"، مضيفة:" عرضت على الدكتورة سعاد ما قالت إنه حنجرة عصام وبلعومه وفردتها أمامى، ثم فردت اللسان والجزء العلوى من المرىء، وكلها كانت خارج الجسد لتثبت لى أنه لا توجد أى جروح نافذة فى أى منها، قلت لها تعلمين أن نزيفا داخليا قد يصدر عن جروح لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، فقالت لى لذلك أخدنا عينات وسوف نحللها غدا كما سوف نستخدم الميكروسكوب غدا لأن اليوم الجمعة أجازة، ثم أشارت إلى الأمعاء الدقيقة المكشوفة فى جسد عصام، وقالت لى بالحرف الواحد: "إذا عاوزة تدورى بنفسك اتفضلى.
وأكدت لى أنه لا يوجد نزيف من أى نوع، فأكدت عليها مرة أخرى أنها لا يمكن أن تقرر ذلك بالكشف بالعين المجردة فقط، وأن الأمر يحتاج إلى مزيد من الإمكانيات فأكدت أن ذلك سوف يحدث غدا.
وعن قصة اللفافة قالت عضو مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسى لضحايا العنف والتعذيب:" طلبت الدكتورة سعاد من شخص ما فى الحجرة أن يعرض على العينات التى أخرجوها من جسد عصام، فجاء بعدد 2 برطمان أبيض بأغطية حمراء، الأول به شىء ما لم أتمكن من رؤيته، أما البرطمان الثانى فقد قلبه الرجل فى يده وأخرج منه لفافة طولها حوالى 5 أو 6 سم، بيضاء ملفوفة بخيوط سوداء عليها بضعة قطرات قليلة من الدم، وقالت أخرجنا هذه اللفافة من معدته وسوف نرسلها للتحليل غد"..
وتابعت:" لفافة؟ أيوه لفافة! هكذا أكدت حين بدا على الذهول من استخدام نفس المصطلح الذى استخدم فى قضية خالد سعيد.. عند تأكيدها على مسألة اللفافة خرجت من حجرة المشرحة إلى باب المشرحة الرئيسى فحاول الدكتور عمرو محمود منعى مرة أخرى، وصرخ فى الحرس بألا يسمحوا لأحد بالخروج، فما كان منى إلا أن طرقت بعنف على الباب من الداخل إلى أن اضطروا أن يسمحوا لى بالخروج".
موضوعات متعلقة..
◄ الداخلية: عصام عطا توفى بسجن طره نتيجة تسمم دوائى حاد
◄ والدة خالد سعيد: شيعت ابنى تانى إلى الجنة
◄ النائب العام ينتدب الطب الشرعى للتحقيق فى وفاة "شهيد طره"
◄ استخراج لفافة من أحشاء ضحية التعذيب.. ومسيرة بجثمانه للتحرير
◄ مسيرة لـ 6 أبريل تصل للتحرير بدون جثمان عصام عطا
◄ ردود فعل غاضبة عقب مقتل عصام عطا.. نشطاء: الحل الوحيد للتعامل بآدمية فى السجون أن تكون جاسوساً.. وأم عصام: لو قدرتوا تجيبوا حق خالد سعيد هتجيبوا حق ابنى.. و"خالد سعيد" لأطباء قصر العينى: سكوتكم جريمة